طالب وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك دولتي السويد والدانمارك بوقف السماح للجماعات والأفراد المتطرفين بإهانة المقدسات الإسلامية ومنع تكرار مثل هذه الأعمال الشنيعة.

 

وقال ولد مرزوك، خلال الدورة الطارئة لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، إن “حرية التعبير تتلازم مع المسؤولية وتقيدها مقتضيات القانون الدولي الذي يحظر أي تحريض على الكراهية الدينية والتعصب والتمييز”.

 

وفي ما يلي نص الخطاب:

“بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

 

أصحاب السمو والمعالي

 

صاحب المعالي السيدحسين ابراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

 

أصحاب السعادة السفراء

 

أيها السادة والسيدات

 

يسعدني بدايةً أن أرحب بدعوة المملكة العربية السعودية رئيس القمة الإسلامية الرابعةعشرة وجمهورية العراق الشقيقتين لِعقد هذه الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حول موضوع عمليات التدنيس المتكررة لنسخ من المصحف الشريف.

 

كما أتقدم بجزيل الشكر للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ولأمانتها العامة على حُسْن ترتيبِ عقد هذه الدورةبشكل افتراضي.

 

أيها السادة والسيدات

 

ينعقد هذا الاجتماع في سياق الرد الجماعي على تَنَامِي وتيرة استفزاز مشاعر المسلمين والعَبَثِ بمقدساتهم من خلال حَرْق وتدنيس المصحف الشريف بتصريح عَلَني من حكومات بعض البلدان الأوربية بحجة حرية التعبير. لكن ما تَتَناسَاه هذه الحكومات هو أن حرية التعبير تتلازم مع المسؤولية وتُقَيِّدها مقتضياتُ القانون الدولي الذي يَحْظُر أي تحريض على الكراهية الدينية والتعصب والتمييز.

 

وكان آخِرُ هذه الأعمال المُشينة ما أقدم عليه متطرفون في كل من السويد والدانمارك من حرقٍ وإهانةٍ لنسخ من القرآن الكريم.

 

وفي هذا الإطار، فإننا نشدد على مطالبة هاتين الدولتين بالعمل على اتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات قانونية لوقف التصريح للجماعات والأفراد المتطرفين بإهانة مقدساتنا،ومنع تكرار مثل هذه الأعمال الشنيعة التي تترتب عليها انعكاسات سلبية على صورة هذين البلدين في العالم الإسلامي.

 

ولقد أجْرَت دُولنا مُشاوراتٍ مكثفة حول جميع الخيارات الممكنة في حال استمرار هذه الأعمال الاستفزازية.

 

وتم التأكيد، في هذا الصدد، على ضرورة اتخاذ موقف موحد يترجم التزام الدول الأعضاء بقضايا الأمة الإسلامية والدفاع عن المقدسات الإسلامية.

 

وفي هذا السياق، فإننا نعتبر تعليق وضع المبعوث الخاص لمملكة السويد على النحو المنصوص عليه في البيان الختامي الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الاستثنائي يوم 02 يوليو 2023 منسجما مع هذه الإرادة وتعبيرا جماعيا عن استياء الدول الأعضاء.

 

أيها السادة والسيدات

 

إن منظمة التعاون الإسلامي ظلت دائما حريصة على تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والدعوة للتسامح الديني والتفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب.

 

ولقد نهضت بلادي، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، على غرار سائر الدول الإسلامية، بدور بارز في الجهود الهادفة إلى تحقيق هذه الغايات.

 

وهذا ما شدد عليه فخامة رئيس الجمهوريةالسيد محمد ولد الشيخ الغزواني في افتتاح الدرة 49 لمجلس وزراء دول منظمة التعاون الإسلامي، حين قال: ” إن ما تأسست عليه منظمة التعاون الإسلامي من تآخٍ وتسامح وتآزر…يشكل كُنْهَ ديننا الإسلامي الحنيف، الذي هو في جوهره رسالةُ سلام ودِينُ وسَطِيَّةٍ واعتدال”.

 

وفي الختام، أعلن على بركة الله افتتاح هذه الدورة الطارئة لمجلس وزراء دول منظمة التعاون الإسلامي، متمنيا لها النجاح.

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.