دعا وزير التجارة لمرابط ولد بناهي، الشركات الموريتانية إلى دمج مفهوم الملكية الفكرية ضمن استراتيجياتها “لكسب رهان التنافسية المحتدم مع دخول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز النفاذ”.
وأضاف الوزير، خلال تخليد الذكرى الرابعة والعشرين لليوم الإفريقي للملكية الفكرية، أن الحكومة لن تدخر جهدا لدعم الشركات الموريتانية ومساعدتها في بناء قدرتها التنافسية على أساس اكتساب حقوق الملكية الفكرية.
وفي ما يلي نص الخطاب:
“تخلد المنظمة الإفريقية للملكية الفكرية اليوم – 13 سبتمبر 2023، على غرار مجموعة الدول الإفريقية الأخرى، اليوم الإفريقي للملكية الفكرية.
إن هذا اليوم الذي يتم إحياؤه حول موضوع رئيسي تم اعتماده عام 1999 من قبل مؤتمر رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الإتحاد الإفريقي. وهو مناسبة للدول والمجتمع المدني والشركاء في التنمية لتحليل وتصور السياسات والإستراتيجيات والممارسات ذات العلاقة بالملكية الفكرية والتكنولوجيا من أجل إيجاد حلول مناسبة للمشاكل المعاصرة.
تتميز احتفالات هذه السنة بتزامنها مع تنظيم النسخة الرابعة من فعاليات تسليم جوائز الماركة من 13 إلى 15 سبتمبر 2023 في لومي عاصمة التوغو. و قد سبق ذلك انعقاد النسخة التاسعة للصالون الإفريقي للابتكار والمقاولة الخلاقة (SAIIT) من 24 إلى 26 يوليو 2023 في أبدجان ب كوديفوار.
إن من شأن هذين الحدثين أن يسلطا مزيدا من الضوء لإبراز أهمية الملكية الفكرية كما سيسهمان في إحداث الديناميكية المطلوبة لتعريف مؤسسات الدول الأعضاء بمغازى الملكية الفكرية.
ولهذا تخلد بلادنا هذه الذكرى بوصفها عضوا في المنظمة الإفريقية للملكية الفكرية، من أجل تحسيس المخترعين والباحثين وغيرهم من الناشطين في حقل الإبداع، والفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين بدور الملكية الفكرية في تنمية المؤسسات.
وتُخَلَّد الذكرى الرابعة والعشرين (24) لليوم الإفريقي للتكنولوجيا والملكية الفكرية تحت شعار: “الملكية الفكرية كغاية مثلى لبلوغ التنافسية لدى المؤسسات”
السادة والسيدات
أيها المواطنون الأعزاء
إن التنافسية، بمعنى القدرة على مواجهة المنافس القائم أو المحتمل، لا تعد مصطلحا مستحدثا بل هي ترجمة لواقع معيش يتجسد يوميا في الصراع الضاري والمتواصل بين المؤسسات والجهات الفاعلة في القطاع غير المصنف وحتى بين الدول، لكسب الصدارة والحظوة في الأسواق.
إن الملكية الفكرية هي قضية حاسمة بالنسبة للشركات. فهي تخول، من بين أمور أخرى، حماية إبداعات الشركة من اختراعات وعلامات تجارية ورسوم ونماذج صناعية وما إلى ذلك،ضد المنافسة غير المشروعة كما تسمح بالتأثير في مفاوضات نقل التكنولوجيا، وتحصن ضد أي استغلال غير مرخص قد تجد الشركة نفسها عرضة له.
ومن هذا المنطلق، ينبغي أن تكون الملكية الفكرية جزء من ردود فعل رجل الأعمال، سواء كان مشروعه ما يزال في طور الفكرة، أو في طور الإنشاء، أو كان قد بدأ فعلا، وأيا كان حجم المشروع و القطاع الذي ينشط فيه.
إن القدرة التنافسية القائمة على الملكية الفكرية، من منظور التنمية المستدامة للشركة وللبلد بشكل عام، هي مسألة ذات بعد إستراتيجي لما يترتب عليها من مكانة ووزن في الأسواق.
السادة والسيدات
أيها المواطنون الأعزاء
إن اختيار شعار “الملكية الفكرية كغاية مثلى لبلوغ التنافسية لدى المؤسسات” لتخليد الذكرى الرابعة والعشرين، لدليل على الدور ألطلائعي الذي تلعبه الملكية الفكرية بصفة عامة في التطور الاقتصادي والاجتماعي للشعوب.
وهذا اليوم بما يحمله من معان تنصب كلها في مضمار العلم والمعرفة والتطور التكنولوجي والابتكار، تلامس بحق التوجهات التي ضمنها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في برنامجه الانتخابي، وتعمل الحكومة جاهدة على تنفيذها.
فبدخول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF) حيز النفاذ، تجد الشركات نفسها أمام منافسة عاتية لولوج الأسواق. وحتى يتأتى كسب رهان التنافسية، فإن الحكومة تهيب بالشركات إلى دمج الملكية الفكرية في استراتيجياتها وهي لن تدخر جهدا لدعمها ومساعدتها في بناء قدرتها التنافسية على أساس اكتساب حقوق الملكية الفكرية.
عاش الاتحاد الإفريقي
عاشت المنظمة الإفريقية للملكية الفكرية
عاش التعاون الدولي
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته>>.