الأخبار (نواكشوط) – نظّم المنتدى الإسلامي الموريتاني اليوم الأحد في مقره المركزي بنواكشوط أمسية مناصرة لغزة وللمقاومة في فلسطين بحضور وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية حماس برئاسة عضو مكتبها السياسي أسامة حمدان.

 

وحضر الأمسية عدد من العلماء والأئمة والشيوخ، كما عرفت قراءات مع عدد من الشعراء.

 

الأمين العام للمنتدى الشيخ عبد الله أمين أكّد في كلمة في بداية الأمسية أن الحاضرين تتنازعهم مشاعر الفرح بلقاء هذا الوفد، وكذا الفرح بأن منّ الله عليهم بأن لم يجعلهم من المثبطين ولا المتخاذلين وإن كانوا مع القاعدين، مع مشاعر الحزن والأسى لما يقع في غزة من تقتيل وتشريد وتجويع وتدمير.

 

 

 

وأضاف الأمين العام أنهم يحزنون لحال الأمة ولحال أهل غزة، ويفرحون لأن هذه بداية النصر وبداية العزة والتمكين.

 

وتوقف ولد أمين مع ما يجري في غزة، وما يتعرض له الأطفال الرضّع، والشيوخ الركّع، والنساء المصونات العفيفات من موت يفرق بينهم وبين أحبائهم، وربما أخذ العائلة كلها فلم يبق منها إلا صبيا، وأخفّ ما فيه ما دُمّر من البيوت التي لم يبق منها في غزة إلا أقل من خمسها إن بقي خمسها.

 

وأكد ولد أمين أنه ينفِّس عنهم هذا الحزن ويخففه ويعزّيهم فيه أنه “في سبيل الله، وأن هذا الدم الذي يراق فيه يشكل أدوية إنعاش لهذه الأمة التي بلغت من الضعف والهوان والتخاذل والخذلان أن أصبحت بحاجة إلى غرف الإنعاش والعناية المركزة، فكان طوفان الأقصى لها إنعاشا وحياة وبعثا من موات ورواء من عطش”.

 

 

ووصف ولد أمين طوفان الأقصى الذي أطلقته المقاومة الإسلامية في فلسطين في السابع أكتوبر 2023 بأنه “جاء ليُنعش الأمل في انتصار الأمة، وليؤكد لمن بلغتهم بهم آثار الأزمة أن كادوا يقنطون وصاروا يتساءلون متى نصر الله، أن نصر الله قريب”.

 

القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان تحدث عن السياق الذي جاء فيه طوفان الأقصى، وما كانت تتعرض له قضية فلسطين من مؤامرات ومحاولات تصفية من خلال استهداف كل مكوناتها، وكذا التحضير للقضاء عليها بشكل نهائي.

 

وأشار إلى أن الطوفان جاء ضمن مسار طبيعي لتطور المقاومة، ولامتلاكها القوة، بعد أن انطلقت بالحجر والمقلاع والسكين، لافتا إلى أنها كلما ارتبطت بالإسلام وانطلقت منه انتصرت، وكلما ابتعدت عنه انهزمت وخسرت.

 

 

وأثنى حمدان على دعم الشعب الموريتاني للمقاومة، وإجماعه على هذا الموقف، معتبرا أن طوفان الأقصى كشف هشاشة الكيان الصهيوني، وأنه اهتز أمام بضع مئات من المقاومين، فكيف لو دخلت الأمة الإسلامية كلها في المعرفة، إذا سينتهي خلال ساعات.

 

ورأى حمدان أن الطوفان كشف هشاشة الكيان، وجعل بعض ما كانوا يخافونه أو يمالؤونه يراجعون مواقفهم، معبرا عن أمله في أن ينتبه الباقون ويعودون إلى رشدهم.

 

 

 

ونبّه حمدان إلى أنه رغم الألم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الصامد في غزة، فإن العدو أيضا يتألم، والفارق أنهم في المقاومة يرجون من الله ما لا يرجوه الأعداء.

 

وعبر القيادي في حركة حماس عن أمله في أن يلتقي الحاضرون للأمسية اليوم قريبا في المسجد الأقصى بعد تحريره ليتذكروا لقاءاتهم السابقة بما فيها هذا اللقاء.

 

وعرفت الأمسية مداخلات مع عدد العلماء والأئمة من بينهم رئيس دار المصحف الشنقيطي الدكتور سيدي عبد القادر اطفيل، والشيخ محمد يسلم ولد محفوظ، والشيخ الشاعر المختار ولد آمين، ورئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني “حاتم” النائب البرلماني صالح ولد حننا، وآخرين.
وضم وفد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ممثلها في موريتانيا الدكتور محمد صقر، والكاتب الدكتور أسامة الأشقر.