على مدى عدة سنوات، ازدهرت المطاعم التقليدية المعروفة باسم “البوادي” في موريتانيا، لتلبية الطلب المتزايد على المأكولات التقليدية تحت الخيام والاسترخاء. وقد أُنشئت هذه المطاعم من قبل رواد أعمال شباب موريتانيين استثمروا الوقت والجهد والموارد المالية لتطوير فرصة مُجزية، عن طريق تقديم تجربة طهو أصيلة لزبائنهم.
رغم ذلك، قررت السلطات مؤخرًا إغلاق بعض هذه المطاعم بذريعة أن بعضها قد يتورط في ممارسات تتعارض مع الأخلاق الحميدة. هذا الإجراء القاسي أضر بالآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة كانت توفرها هذه المطاعم، وأصبح يهدد مستقبل هؤلاء رواد الأعمال الشباب الذين استثمروا وقتهم وجهدهم للإسهام في الاقتصاد المحلي.
و من الضروري فهم أن الإغلاق الجماعي بهذه الطريقة لهذه المطاعم، بدلا من إقرار العقوبة على أساس عدم الإلتزام باللوائح النظامية، يعد قرارا غير عادل لأنه يساوي بين من يتحمّلون وزر أي انتهاكات قد تحدث و بين من يلتزمون بقيم المجتمع الموريتاني.
لقد نجحت هذه المطاعم في تلبية طلب محدد لدى رواد هذه المطاعم الباحثين عن تجربة طهو أصيلة ودافئة تحت الخيام، معززة بالهوية الثقافية والتراث الطهوي للبلد. بالإضافة إلى توفير الطعام، أصبحت هذه المطاعم أيضًا أماكن للقاء والتواصل الاجتماعي، مما يعزز التبادل الثقافي والاجتماعي.
بصفتنا مواطنين مسؤولين، يجب أن ندعم رواد الأعمال الشباب في موريتانيا الذين خاضوا مغامرة إنشاء هذه المطاعم التقليدية البوادي. بدلاً من معاقبتهم، يجب أن نعمل معًا لتعزيز الممارسات النموذجية، وتشجيع هذا النوع من الأعال واحترام القيم الثقافية، وبالتالي ضمان استمرارية هذه الأماكن البارزة.
في الختام، يُعد إغلاق مطاعم البوادي دون مراعاة الآلاف من فرص العمل والاستثمارات التي قام بها الشباب الموريتاني إجراءً غير عادل وضار للاقتصاد المحلي والتنوع الثقافي للبلد. و قد حان الوقت لتعزيز الحوار البناء بين السلطات وفاعلي القطاع لإيجاد حلول مستدامة ومحترمة لتقاليدنا وتراثنا.
دعونا نعمل معًا لدعم ريادة الأعمال المسؤولة، للحفاظ على ثروة مأكولاتنا التقليدية تحت الخيام !