منذ توليه القيادة ،وهو الرئيس العاشر للبلاد ،في شهر أغسطس من السنة 2019 عبر انتقال سلمي للسلطة ، كان محل تقدير من طرف الجميع ،وأشاد به العالم من حولنا ، اتخذ السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لنفسه نهجا مغايرا تماما لاقرانه من الرؤساء السابقين ،في إدارة شؤون البلاد جعله يختلف عنهم في الكيفية التي يسوس بها دفة الحكم ،وقد اتسم هذا النهج وتلك الكيفية بسمات بارزة لعل من أبرزها الانفتاح على الجميع ،وخاصة على القوى السياسية بشكل عام ، وعلى قوى المعارضة بشكل خاص ،ذلك الإنفتاح الذي وطد دعائم الأمن والإستقرار المهددة اصلا ،ودفع بالجميع إلى المشاركة
والتعاطي الإيجابي مع مختلف المتغيرات التي مَر ويمرُ
بها البلد ، والتي تحتاج وحدة الصف وقوة الجبهة الداخلية ومتانة اللحمة الاجتماعية ،وهو ما حصل بالفعل وعاشه الناس ومكن الدولة والمجتمع من التصدي للجائحة المخيفة التي باغتته في الأيام الأولى من حكمه، فنحج في العبور الآن في كل مراحل صعودها وهبوطها الخداع ،وما اسفرت عنه من نتائج غاية في الدقةوالصعوبة ،مازال بنهجه ذاك ماسكا باسباب التحكم بتداعياتها على البلاد بشكل قوي ومدروس بحكمة لافتة.
اما الميزة البارزة الثانية فهي ذلك الحيز الكبير المخصص ضمن السياسات الاقتصادية والاجتماعية للفقراء من السكان الذين يعانون من الفقر والفقر المدقع ، و الذين عاشوا عقودا من الحيف والإهمال المتراكم اتسم بطابع توريثي طيلة ما فات
من عمر الدولة الوطنية .

واليوم بجتماعه بحكومته في مدينة الزراعة الام( روصو ) ، ينقلنا السيد الرئيس بنهجه ذلك إلى مقاربة جديدة في منهج الحكم وإدارة شؤون المجتمع والناس ،مقاربة تنقل مركزية تدبير أمور المواطنين من القصر الرمادي إلى القصر الشعبي ( الولايات ) حيث أللامركزية وذلك لتقريب الخدمة العمومية من المواطنين ،فيُتخذ القرار التنموي والحكومة مجتمعة بين المواطنين وحولها يتجمهرون ،ترى حالهم من الشباك وتستمع بشكل مباشر لأنينهم وترى اوجاعهم المختلفة،
فتضع السياسات التنموية المُخففة او المُنهية لأعطابهم على بصيرة ومعرفة بحالهم دون تلك التقارير المزيفة والمعلومات المغلوطة التي ترد من هذه الجهة أو تلك وتقام عليها تلك السياسات التي لا يصل للمواطن من نتائجها إلا النزر القليل رغم ضخامة التدبير ( نتيجة لسوء التسيير والفساد)، الذي لو تم إنفاقه بشكل صحيح لكان المُنجز محققا للرفاه المنشود ، أحرى عن تخفيف اوجاع المواطنين .
يجتمع السيد الرئيس في العاصمة الأم للزراعة ،وهو يفكر ويخطط لإنهاء العبور عبر حدود بلاده لجلب الحبوب والالبان والارز ،وبلاده تزخر بكل مقدرات الاستغناء
من هذه المواد ،والمدينة محل الاجتماع مازالت اراضيعا حبلى وتربتها خصبة لزراعة كل تلك المواد ومثلها متوفر في مناطق مختلفة من الوطن الغني بمياهه وانهاره..وشمسه
ورياحه ،ليقول لهم ايها الوزراء ويا حكومة جئت بكم هنا وأجتمعت بكم في مدينة الزراعة ،فهلا تفهمون قصدي ومغزي الانتقال بكم إلى هنا ؟

فعليكم ان تتهيئوا لمواكبتنا بعد هذا الاجتماع، وتعملوا على الدخول في مرحلة جديدة من التدبير والتسيير
مغايرة لما الفته فيكم قبل هذا الاجتماع،وإني بحق الشعب
الذي منحني ثقته لمتابع فيكم القدرة على المواكبة وفق هذه المقاربة التي جسدها هذا الاجتماع اليوم لانها ببساطة هي فلسفة ” تعهداتي ” لمن لم يفهم منكم هذه الفلسفة ولم يستطع مواكبتها،إني اريد بهذا الإجتماع ان انهي قصور الفهم عند البعض منكم ،و انهي ارتباك البعض منكم في عدم القدرة على اتخاذ القرارات المبدعة بسبب عدم
وضوح الرؤية التنموية المطلوبة والمبدعة في تطبيق برنامجي للشعب ، وأنه اجتماع سيتكرر في ولايات أخرى بحسب خصوصيتها الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، لتعميم قاعدة ( انا خادم الشعب ) والشعب اولويةُ رفاهه هي ديدني ومجال انشغالي وما يؤرقني ان ينقص التدبير والترشيد في تحقيقها،فعليكم ان تنتبهوا
وتتدبروا المغزي من الاجتماع بكم هنا في مدينة الزراعة الام ،وليعذرني من نقص فهمه أو قل عزمه أوضعف عن المواكبة، فالشعب لم يعد يتحمل، لاني متخذ فيه قرارا بحجم تقصيره أو أو أ و ..تلك هي دلالة هذا الإجتماع وتلك التمبيهات والتحذيرات والمطالب … هي ابعاده
المنطوقة .
د / شيخنا حجبو