انتقد بشدة النائب البرلماني الشيخ بويا، خلال حلقة تلفزيونية مُخصصة للبرنامج الاستعجالي لتنمية مدينة نواكشوط، الخطة، التي اعتبرها مُربكة وغير كافية ولا تمت الي الواقع المُلحّ للعاصمة.
وصرح قائلاً: ” اعتقدنا منذ لحظة الإعلان عنه، أنه برنامج لعصرنة نواكشوط”، لكن سرعان ما صحّح المسؤولون الرسميون ذلك، حسب قوله: لم يكن الأمر يتعلق بعصرنة بل بتنمية.
النائب يرى أن هذا الفارق الدقيق ليس تافهًا، لا سيما وأن رئيس الوزراء نفسه أقرّ، وفقًا للشيخ بويا، بأن البرنامج “لن يُقدّم حلاً لمشاكل المدينة”.
إن هذا التصريح يتناقض مع منطق التنمية الحضرية، يضيف البرلماني، مؤكدًا أن “تنمية المدينة يجب أن تهدف تحديدًا إلى حل مشاكلها”. كما تحفظ علي وصف البرنامج بـ”الاستعجالي” مبينا انه لا ينسجم مع مصطلح التنمية، ذلك لان البرنامج استعجالي يمتد، كما جاء في حديث رئيس الوزراء، لعدة سنوات، مما يجعله لم يعد مُلحًا”.
وصرّح الشيخ بويا في مداخلته ، بأن البرنامج “ليس خطة عصرنة، ولا خطة تنمية، ولا برنامج استعجالي – بل وأقل من ذلك ليس برنامجا طموحًا”.
كما أعرب عن أسفه لأنه لا يغطي سوى سبعة قطاعات من أصل 31 قطاعًا تعتبر ذات أولوية، مما يعكس، في رأيه، عدم ضخامته.
وكان النائب شديد اللهجة تجاه مصممي البرنامج، الذين اتهمهم بتجاهل الأولويات الأساسية لسكان نواكشوط.
وانتقد بشدة عدم الاستجابة لقضايا ملحة كانعدام الأمن، قائلاً: “لم يُخطط لإنشاء مركز شرطة واحد، بينما تشهد العاصمة ارتفاعًا مقلقًا في الجريمة”.
كما أشار إلى نقص مياه الشرب، وانقطاعات الكهرباء شبه اليومية، ونقص المعدات الطبية الأساسية في المستشفيات، وخاصةً أجهزة المسح الضوئي.
و يرى الشيخ بويا أن هذا البرنامج مجرد واجهة فارغة، معزولة عن معاناة المواطنين اليومية. وحسب قوله، إنه مشروع مُضلّل، يبدو أنه، بدلًا من الاستجابة للطابع الاستعجالي، ينأى بنفسه عنها.
وواصل النائب انتقاداته، مؤكدًا أن هذا البرنامج ليس سوى حيلة إعلامية سياسية، تفتقر إلى أي مضمون حقيقي، وذريعة – على حد تعبيره – “للسماح لبعض الشركات المختارة بالثراء، بعيدًا كل البعد عن الأولويات الحقيقية لسكان نواكشوط”.
واختتم كلامه قائلا: “إنّ الإمر الاستعجالي الحقيقي الوحيد في هذا البرنامج… ربما يكمن في إعادة النظر فيه بشكل كلي”.




