إن خبر اختلاس 410 مليارات في موريتانيا، على يد من كان من المفترض أن يحموا الشعب، يُمثل جرحًا غائرًا في أمة مُستضعفة أصلًا.

تخيّل وجوه أمهاتٍ عاجزاتٍ يحتضنّ أطفالًا مرضى، محرومين من الرعاية الصحية المُتاحة. تخيّل الفصول الدراسية المُتهالكة حيث يتداعى أمل التعليم اللائق يومًا بعد يوم. تأمّل في الطرق المُحفّرة، رموز بلدٍ في حالة تدهور.

 

في هذه الأثناء، تُثري حفنةٌ من عديمي الضمير أنفسهم، مُستثمرين هذه الأموال المسروقة في ملاذاتٍ ضريبيةٍ بعيدة، غير مُبالين بصرخات اليأس المُتصاعدة من أوطانهم. كيف يُمكنهم غضّ الطرف عن المعاناة، كيف يُمكنهم تجاهل الأرواح التي حطمها جشعهم؟ أين ذهبت إنسانيتهم، وقد غرقوا في بحرٍ من الجشع؟

هذه السرقة ليست مجرد مسألة أرقام؛ إنها جريمةٌ ضد الإنسانية، وخيانةٌ لشعبٍ يستحقّ الأفضل. إنها وصمة عار لا تُمحى في الضمير الجماعي، وتذكير صارخ بضرورة مكافحة الفساد والظلم بلا هوادة، من أجل استعادة الأمل والكرامة لمن فقدوا كل شيء.

نيي اديا ليفبفر

***

نيي اديا ليفبفر شخصية موريتانية حاصلة على ماجستير في القانون، وناشطة سابقة في المجتمع المدني في موريتانيا. اشتهرت بشغلها منصب الأمين العام لإحدى الجمعيات، والرئيسة التنفيذية لشركة تينغاد للاستشارات. وقد أقامت مؤخرًا في فرنسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *