وأكد فخامة رئيس الجمهورية أن الدعم الذي تقدمه مؤسسات مجموعة التنسيق العربية، له أثر بالغ في تمويل مشاريع استراتيجيةفي قطاعات حيوية كالمياه والطاقة والبنية التحتية، مشددا في الوقت نفسه على أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب أكثر منمجرد تمويل، إذ لا بد من إصلاحات هيكلية عميقة تعزز من قدرة البلد على تحويل التمويلات إلى مشاريع تنموية ذات أثر فعلي،موضحا أن بلادنا تبنت استراتيجية شاملة للنمو المتسارع والرفاه المشترك، تقوم على تطوير البنى التحتية، وتحسين النفاذ إلىالخدمات الأساسية، وتعزيز دور النساء والشباب والفئات الهشة، مضيفا أن موريتانيا قامت بإجراء إصلاحات كبرى على صعيد تعزيزالحوكمة، ومحاربة الفساد، وتحسين مناخ الأعمال، والاستغلال المستدام للموارد الطبيعية، وأنها باتت بلدًا مستقرًا أمنيًا وسياسيًا،ويتمتع بـ مناخ أعمال محفز للاستثمار، غنيًا بفرص استثمارية واعدة في مجالات متعددة كالزراعة والمعادن والغاز والطاقةالمتجددة والصيد.
ونوه فخامة رئيس الجمهورية بترحيب صندوق النقد الدولي بالتقدم الكبير الذي أحرزته بلادنا في مجال الإصلاحات الاقتصاديةوالمالية، معلنا عن حزمة من المشاريع الهيكلية ذات الأولوية، أعدتها الحكومة الموريتانية ضمن خطة وطنية شاملة تستجيبلمحاور المنتدى المتمثلة في تمويل المستقبل، واستدامة الموارد، وبناء القدرات، وتسريع التحول الاقتصادي والصناعي، ومن أبرزهذه المشاريع، مشروع تهجين محطات الطاقة الحرارية في المدن الداخلية، مع إدماج أنظمة تخزين البطاريات، لضمان تنوعمصادر الطاقة وتعزيز الأمن الطاقوي، وكذلك بناء سدين استراتيجيين لضمان الأمن المائي ومواجهة التحديات المناخية، بالإضافةإلى إعادة تأهيل محوري نواكشوط – نواذيبو،وروصو – بوكي لتحسين الربط الداخلي والتكامل الإقليمي، ومشاريع لزيادة المساحاتالمزروعة من خلال حفر روافد من النهر واستصلاح الأراضي الزراعية، دعمًا للأمن الغذائي، وبناء ميناء بالمياه العميقة في نواذيبو،لتسهيل الربط التجاري الإقليمي، وتأهيل ميناء انجاغو، وتعزيز قدراته اللوجستية، وإنشاء منصات لتفريغ المصائد البحرية على طولالساحل، لدعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الأمن الغذائي.
ودعا فخامة رئيس الجمهورية إلى ضرورة تبني هذه المشاريع من قبل شركاء موريتانيا في مجموعة التنسيق العربية، والعمل علىتعبئة الموارد الضرورية لتنفيذها، كما عبر عن الاستعداد الكامل لتأسيس آلية تنسيقية فعالة تضمن متابعة تنفيذ هذه المشاريعوتحقيق أثرها التنموي المنشود.
وقال فخامة رئيس الجمهورية في ختام كلمته، إن هذه المشاريع ليست مجرد تدخلات قطاعية، بل هي مرتكزات لتحول تنمويهيكلي، من شأنها أن تعزز صمود المجتمع الموريتاني وتفتح آفاقًا واعدة لنمو مستدام وعادل.